نشأة أنظمة تتبع السيارات وتطورها

road from above showing vehicles with digital circle around them

مع التطور العلمي والتكنلوجي الذي يعاصره عالم اليوم لا سيما مع ولوجنا إلى عالم الشبكات والإنترنت وما يرتبط بها من تطبيقات وبرامج, باتت مختلف شركات العالم وعلى مختلف تخصصاتها الصناعية تلتفت أيضاً لجانب التطوير التقني ومنها شركات المركبات المختلفة (السيارات, الشاحنات, الحافلات), التي طورت ما بات يسمى اليوم بـ (أجهزة تتبع السيارات).

فما هي أجهزة تتبع السيارات ومتى نشأت وكيف تعمل وماهي فوائدها, هذا بالضبط ما يحاول هذا المقال تسليط الضوء عليه.

أولاً- نشأة تقنية التتبع وتطورها:

قبل الحديث عن: (أجهزة تتبع السيارات), لا بد من الإشارة أن هذه الأجهزة والأنظمة وما يرتبط بها من تطبيقات وبرامج تقنية هي أنظمة تعمل بناءً على نظام الـ (GPS), الذي أنشئ للمرة الأولى في خضم الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق في ستينات القرن الماضي, حيث طورت هذا النظام الولايات المتحدة لأغراض عسكرية بحتة كانت تهدف حينها الى توفير نظام ملاحي للجيش الأمريكي وحلفاءه الغربيين لمساندة الطائرات العسكرية والزوارق الحربية في الوصول لأهدافها بدقة مع مختلف العوامل الجوية السائدة.()

وفي العام 1973م, بدأت الحكومة الأمريكية في تطوير نظم الـ(GPS), لديها من خلال العمل على دمج الأفكار السابقة التي قام عليها النظام القديم مع دراسات هندسية سرية مطورة, ما دفع بوزارة الدفاع حينها إلى اعتماد هذه النظم التي استخدمت عدد (24), قمراً صناعياً لرفدها بالمعلومات, وتكلل ذلك بدخول النظام إلى الخدمة الفعلية في العام 1995م.()

ثانياً – استخدامات تقنية التتبع:

مع التطورات التقنية والتكنولوجية المعاصرة وازدياد الاعتماد على مختلف التقنيات بسبب تغير نمط الحياة الاجتماعية عموماً, دخلت تقنية التتبع في الحياة اليومية للمدنيين ولم تعتد هذه التقنية حكراً على الأطراف العسكرية فقط, حيث لا يمكننا تخيل عالم اليوم دون هذه التقنية فعلى سبيل المثال لا الحصر تعتمد التطبيقات  المدنية ومنها بطاقات الائتمان وأنظمة الصرافة الآلية والكثير من شبكات الاتصال المختلفة على تقنية التتبع لتزامن هذه الأجهزة بين بعضها البعض على أقل تقدير, حيث يعتبر (ضبط التزامن), أحد أهم استخدامات التتبع الغير معروفة لدى الغالبية, إضافةً إلى تطبيقات توجيه الطائرات المدنية والملاحة البحرية والاستخدامات الشخصية للرياضة أو التنزه وأنظمة تتبع السيارات انتهاءً بتطبيقات الجيولوجيا والجيوديسيا والقياسات وغير ذلك.((

ثالثاً – آلية عمل تقنية التتبع:

تتضمن تقنية أو نظام الـ (GPS), عادةً شريحتين إثنين (GPS access), وجهاز استقبال لتلقي الاشارات الراديوية التي تُنقل إليها من خلال القمر الصناعي المرتبط, وتتضمن هذه الاشارات مجموعة من البيانات والاحداثيات الجغرافية التي تكون ضمن اطار القمر الصناعي المرتبط حيث يمكن أن تتصل أربعة أقمار أو أكثر لتحديد ذلك, ومن أجل ضمان دقة أكبر لهذه الاحداثيات فإن التقنية تستخدم أيضاً نظام الـ (GPRS), الذي يتم تحديد مكان المركبة بواسطته, حيث ترسل البيانات المسجلة إلى خادوم رئيسي باستخدام تقنية الـ (GPRS) ويتم عرضها على تطبيق مخصص لتتبع السيارات, مع مساعدة البرمجة التي ُتمكن من مشاهدتها في الوقت الحقيقي.

وهنا فإن هذه التطبيقات والأجهزة كثيرة وتتبع عدة شركات وموديلات وتقنيات إلا أنها جميعاً تعتمد هذه الألية.

ختاماً:

في عصرنا الحالي ومع التطور المتسارع واعتماد أغلب جوانب الحياة البشرية على التقنيات الحديثة تبقى أجهزة التتبع في أوائل التقنيات الضرورية واللازمة لعالم اليوم’ فلك أن تتخيل الحياة دونها مع تباطئ عمل خدمات الطوارئ, ووقوف شركات الصيرفة والتأمين وتوقف البنوك وفروعها وكذلك تكدس البضائع في مختلف المصانع مع تعطل الملاحة البحرية والطيران, لك أن تتخيل تلك الحياة وستعرف حقيقةً ضرورة هذه التقنية.

قائمة المراجع:

  1. sameer kumar, The evolution of global positioning system (GPS) technology, Journal of Science Education and Technology, Vol. 11,P 2-6, No. 1, March 2002.
  2. المرجع السابق.
  3. What Is GPS Tracking and How Does It Work, E- article, link: https://2u.pw/cStIo .

عبد الصمد أبو بكر, كيف يعمل نظام تعقب المركبات, مقال الكتروني, 12 فبراير 2012م, متوفر عبر: ttps://2u.pw/V0ONv

اترك تعليقاً